الأحد، أغسطس ٠٦، ٢٠٠٦

يا مرسال المراسيل



فكرت كثيرا في أن أكتب عن لبنان في مدونتي الفقيرة.. ولكن في الحقيقة لم أقدر أن أكتب عنها.. فما يعتمل في قلبي لا أقدر أن أعبر عنه بالكلمات.. نوع ن الحزن الخالص الذي لا أستطيع أن أعبر عنه.. كان كل تفكيري منصبا علي الفعل.. ما أستطيع أن أفعل من أجل لبنان.

لم أكتب شيئا حتى تذكرت مبادرة رسائل فك الحصار في مبادرة صفحة "الحرب الآن"، والتي تقوم ببساطة علي كتابة رسالة إلى أحد أهالي لبنان من أجل المساندة والدعم.. كتبت رسالة وأخذت مجموعة من العناوين الالكترونية لبعض شباب لبنان وبعثت لهم برسالة هذه نصها:

لاأدري من أين أبدأ، ولا أعرف ماذا أقول، فالكلمات لا تكفي لوصف ما أشعر به من حزن علي ما يحدث.. علي ما نشاهده علي شاشات التليفزيون.. الكلمات لا تكفي لا للوصف.. ولا هذه أوقات الكلام.. ولكن ماذا يفعل من لا يقدر علي الفعل إلا الكلام..

أن الله وحده ليعلم كم تمنيت أن أكون هناك إلى جواركم في هذا الوقت من الشدة.. لكم تمنيت أن أحمل السلاح لأدافع عن لبنان الحبيب وجنوبه وضاحيته.. لكم تمنيت أن أدافع حتى عن الحمراء.. عن أماكن اللهو.. فالأرض عربية..

لكم تمنيت أن أكون في الجوار أمد يدي بكوب من الماء لعجوز أنهكها التعب من الذهاب بعيدا عن القصف، أن أحمل بين يدي طفلا عجز عن السير إلى جوار أمه المهرولة.. أن أرفع حجرا من أجل بناء بيت دمرته الصورايخ الأمريكية بالأيدي الإسرائيلية.. أن أشد علي يد مصاب من رجال المقاومة..

ولكن ماذا أفعل وأنا المغلوب علي أمره في بلد فعلت مثلما فعل جميع الأشقاء وخذلت الجميلة لبنان.. الجميع الآن يقول ياليتني كنت فنزويليا بعد أن سحب الرئيس الفنزويلي سفيره من تل أبيب ولكني أقول يا ليتني كنت لبنانيا حتى أفعل ما يفعله الرجال..

ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وسيف الحاكم مسلط علي الرقاب..

والله أن الكلمات لعاجزة أن تصف ما أشعر به من مرارة لما تواجهونه هناك وأنا في مواقف العاجز.. المتفرج علي قتل الأطفال والنساء والشيوخ.. وعلي رجال المقاومة يقاتلون.. وان كان في كلماتي عزاء فأنا والله أتألم كما تتألمون.. إذا كنتم تتألمون لجريح وفقيد وعزيز أستشهد فأنا أتألم له وزد عليه ألم العجز والإحساس بالقهر والذل والهوان.. وكفاكم ما تشعرون به من فخر وعزة نفس..

إن كان في كلماتي عزاء فهو أنكم تعرفون أن الشعوب العربية ليست كحكامها الذين جبلهم الله علي تقبل الذل والهوان.. الشعوب العربية قلوبها مع لبنان.. ولكنها لا تملك سيفا لتسلطه لا علي رقاب أحد.. أما من بيده السيف فقد أعطى مقبضه لصقور الإدارة الأمريكية يطعنون به من يشاءون.

لا أملك وسط كل هذا العجز وأنا أرى مفاخر اللبنانيين بمقاومتهم سوي أن أصلي وأدعي لهم بالثبات وبشهدائهم بالجنة ولجرحاهم بالشفاء.. أدعي وكلي أمل أن لبنان الذي صمد أمام الصهاينة كل هذه المدة يستطيع أن يصمد إلى النهاية، وأردد كلمات الرئيس نبيه بري عندما قال عن الشعب اللبناني "لن ندفن.. لن دفن".. نعم لن يدفن الشعب اللبناني.

هذه الكلمات العاجزة فقط كانت فقط لكي يعلم الجميع أن لبنان باقية في قلب الشعوب العربية يتظاهرون من أجلها، فهذا أقصي ما يستطيعون فعله الآن وكلي أمل أن الفرج قريب.

أني والله قلق أشد القلق علي أهل لبنان أكثر من قلقي علي أهلي عندما يغيبون، والله أن كلمة تطمئننا عليكم الآن خير من الدنيا وما فيها ان كان هناك من خير بقي في هذه الدنيا.. بالله عليكم خبروني بحالكم.

وختاما للبنان كلها مني السلام.

هناك تعليقان (٢):

ADMIN يقول...

ستايل مدونتك يتناسب مع الكلمات
بجد الله ينور

dead man يقول...

ربنا يخليك ويخلي اسكندرية كلها
وحشاااااااااااااااني موت اسكندرية والله