الأربعاء، مايو ٢٣، ٢٠٠٧

شاخص البصر.. مبتسما

تعود دائما أن يشخص ببصره من حوله مفكرا في كل شيء ولا شيء.. حتى أنه ينظر إلى السماء كثيرا كالمتقرب لشيء لا يعرف كنهه.. ولكنه دائما لا يأتيه شيء منها.. شاخص البصر واجما متجهم الوجه حتى يلتقي حاجباه الملتقيان أصلا.. تشى نظرات عينيه بشيء من الحزن وكثير من الغضب.. تلك النظرات التي خافها الكثيرون..

كثير التعصب هو.. منفلت الأعصاب قصير فتيلها.. لا تحدثه إلا وينفعل ويحرك يديه في شيء من التسرع وكثير من الانفعال.. طالما انطلق في الصراخ حتى أصبح يحس بذلك الوخز في صدره والألم في أعصابه كلما فعلها.. اتخذ قرار بألا يفعلها مرة أخرى ولو تآمر الكون من حوله .. ولو تركه الكون.. لو رماه والده بأقذع الأشياء.. ولو دفعه إلى الكفر بطلي الإيمان.. لو أنقلب البيت هشيما تذروه الرياح.. وأن ذراه أهل البيت للرياح..

يغضبه والده فيصمت ويشعل النار في فتيل أعصابه.. يدفعه للجنون فيشخص ببصره للسماء وكل منتظرا مددا منها بتلك الابتسامة التي لا تحمل شيئا.. وكل شيء.. فيصرخ فيه والده متسائلا عن سبب الابتسام.. يدفعه المنزل نحو هاوية الجنون فيشعل من نيران أعصابه سيجارة تحرق دمه بدلا من أن تحرق أعصابه كما يقول.. وتحرق الاثنين كما يعرف..

جالس اليوم ينظر إلى السماء كما تعود.. يحدثه والده بحديث الإفك فيبتسم ولا يرد كما أقسم ولتأكل النار فتيل الأعصاب.. يلقيه والده بزيت يأجج من فتيل أعصابه ولا يرد.. فقد أقسم.. يصب أهل البيت مزيدا من الزيت ولا ينفعل.. فقط يترك ألم أعصابه ينتقل إلى ما بين أوتاره بصورة يعجز معها عن تحديد مكان الألم .. وينظر إلى السماء مازال منتظرا..

يدرك أن الوخز انتقل من تلك النقطة المحددة إلى نقاط غير محددة.. ومازال يبتسم وبصره معلقا بما لا يأتي.. يسترخي جسمه متألما من اللامكان وتصرخ أوتاره من كل مكان ومازال والده يتحدث بحديث الإفك.. تسري النار في فتيل أعصابه ناقلة الوخز من اليسار إلى اليمين.. فيشخص ببصره إلى السماء ويبتسم.. يصرخ والده طالبا الرد.. فلا يرد.. يثور الوالد وما من مجيب..

يندفع والده نحوه وما زال شاخصا والابتسامة تزيد.. يعنفه بيديه فلا يلتفت إليه.. يعنفه أكثر.. فلا يستجيب.. يدفعه ليرد عليه.. فيسقط رأسه علي صدره.. يرفع والده وجهه ويتساءل عن كونه.. مازال شاخصا ببصره مبتسما..

ألا أن لعنة الله

أن تعرض نفسك عليك فتعرض.. ثم تعرضها مرارا وتكرارا فتعرض عنها.. ثم تسلم بها.. وعندما تقترب من الإيمان بها .. تكفر.. فتكفر بكل شيء وأي شيء..

ألا أن لعنة الله علي الكافرين

................

أنا أقدم عاصمة للحزن .. وجرحي نقش فرعوني

وجعي يمتد كسرب حمام من بغداد (بيروت) إلى الصين

--------------

بره الشبابيك غيوم.. بره الشبابيك مطر..

وأنا خايف كده.. وحاسس بالخطر

---------------

يصرخ (يضحك) بأعلى ما يمكن ولكن بدون صوت