‏إظهار الرسائل ذات التسميات انا قلبي برج حمام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات انا قلبي برج حمام. إظهار كافة الرسائل

الخميس، يوليو ١٠، ٢٠٠٨

إعادة هرتلة

س- لماذا انظر دائما لنفسي علي أنى طفل محبوس في 24 سنة وبضع شهور بينما انظر لنفسي دائمي علي أنى كهل محبوس في 24 سنة وبضع شهور؟

ج - اجابة لا أعرفها أو أهرب من معرفتها

س- يسألني بعض الأصدقاء من بعض المستمرين في المجيء هنا من وقت لأخر وهم قلة لماذا أدون قليلا وأمتنع مرار؟

ج - أصبحت أمتنع حيت لا أكون علي البوح وأتى هنا عندما لا أكون قادرا علي عدم البوح

س- لماذ أحضر فرحين متتالبين الفصل بينهما يوم واحد واكون في قمة السعادة في احدهما واملئ الدنيا صخبا ورقصا وضحكا وفي الثاني اكتفى بأن أريهم وجهى لخمس دقائق واستعجل الرحيل

ج- لأن احدهم انتظر حتى ارتديت بذلتي السوداء وأخبرنى بواحدة من تلك المشاكل التى تصر علي الوقوع فوق راسي لتنغيص قلبي بمتتالية غير مفهومة

س- لماذا أصر دائما علي سب الموبايل بأقذع الألفاظ ؟

ج - لأنه الجهاز الذي يتيح للمشاكل أن تأتيني في الوقت الذي اتركها فيه

الجمعة، مايو ٢٣، ٢٠٠٨

مقامرة إلي حد ما



دائما ما يقولون لا تضع البيض كله في سلة واحدة ولكن ما يحدث أنك أحيانا تضعه كله في سلة واحدة، بل وتضع في السلة أكثر ما مما تحتمل..

هذا ما يحدث في هذه الأيام، فبعد تفكير استمر لفترة قد طويلة او قصيرة لا أدري كان القرار بترك كل شيء وراء ظهري والبحث عن بدايات جديدة بالتخلي عن كل الأشياء حتى تلك المدخرات الصغيرة التى طالما عبرت عن رايي فيها بانها لن تكفى لشراء "أوصة سجاير" بعد سنة او سنتين من اليوم..

قرار رأي فيه الكثير من الحماقة ما يكفي لملئ فراغ الحماقة الموجودة في قبيلة كاملة، ولكن مثل هذه الأشياء تحدث، قرار ترى أنه قد يكون صائبا بعد عشر سنوات بينما يرى البعض أنه لا يصب سوي في طريق الانتحار الذي تمشي فيه بخطى حثيثة.

أن تقدم استقالتك من وظيفة تكفل لك راتبا يبدو جيدا إلي حد ما خاصة إذا ما أضفت إليه العلاوة السنوية بدون أن يكون أمامك عمل واضح مع ما تعرفه عن نفسك من تكاسل وفقدان رغبة في البحث قد يبدو للبعض جنونا، ولكن ما يجعله جنون بالفعل هو تلك الالتزامات المادية التى تثقل كاهلك والتى تتجاوز راتبك عندما كنت موظفا، فكيف ستسددها وأنت مستقيل، أو بصورة اكثر واقعية.. صايع.

قد يبدو الأمر منطقيا في ظل قدرات شخصية علي منهجة ومنطقة أكثر الأحلام جموحا وخبلا، ولكنك بينك وبين نفسك تعرف أن الأمر يحتوى علي أكثر من احتمال الخطر، فاحتمالات الفشل تتعدي بالفعل احتمالات النجاح، ولكنك تدعى عدم الاكتراث بالخطر لأنك في قرارة نفسك تبدو اكثر بحثا عن نهاية أيا ما تكن بغض النظر عن كونها سعيدة او غير ذلك كالعادة.

لا يخلو الأمر من لذة الاستمتاع بترف الاستقالة حتى وان كنت "مفلس ومستلف من طوب الآرض" ولا يخلو أيضا من قلق ليلي لحساب احتمالات الفشل للمرة الألف بعد المليون لتبدو الأمور أكثر اختلاطا كل ليلة..

المقامرة كانت حتمية سواء الان أو بعد قليل، مع قناعة داخلية بأنها تأخرت كثيرا، ولهذا تقرر أن تجلس مشاهدا نهاية هذه المقامرة وتتمناها كما تريد..

الاثنين، مارس ٣١، ٢٠٠٨

قبل أن ينتهي مارس

انتهى شهر مارس بدون أن أخط شيئا في هذه المدونة لأسباب كثيرة قد أكون أنا شخصيا غير مدرك لها، ولكنها بالتأكيد موجودة.. مر شهر مارس مليئا بحسابات سنة مضت وأمنيات لشهر قادم كما هى العادة كلما مرت سنة بتاريخ الميلاد.. بالإضافة إلي التفكير في دلالة الشهر نفسه بإسقاط مما أقرأه حاليا..

شهر مارس الذي يضم بين جنباته أكبر عدد من الأيام المكونة لبرج الحوت، وبغض النظر عن صفات البرج المائي لأنى لا أفقه شيئا في هذا الشأن إلا أن البرج يكون طبقا لعلم الرموز تكامل الطبيعة من خلال اختلاط اسم البرج المأخوذ من اسم إله الحرب "مارس" بالإله الأنثى (الحوت)، وهو ما يجعله جديرا بالتكامل في الصفات حتى أن البعض قام بعبادته كنموذج للالوهية الطبيعة.. وعلي المشككين الرجوع لدان براون..

تبدو حسابات عام مضي بين الخامس من مارس الماضي وقبل الماضي متشابكة ومعقدة بدرجة يصعب علي أمثالي فهمها كما قال سعيد صالح (سلطان) في مسرحية العيال كبرت ليرد عليه أحمد زكي (كمال) بأنه "بيت أبوك هايتخرب يا معلم سلطاااااااااان هع هع هع" فتأتي بدايات السنة والشهور الثلاثة الأولي بمحاولات لتجاوز ما أصطلحت علي الحياة فيه لتمضي ثلاث سمان لا يشوبها سوى بعض الأطياف السيئة علي فترات متباعدة كما هو ديدن الحياة، لتنتهي بسرعة فترة التصالح وتبدأ مرحلة الستة العجاف..

ست شهور ستظل هي الأسوأ في حياتي لو سألتني الآن سأقول لك بكل صراحة أن تكرارهم محض خيال وفقا لنفس النظرية التى تقوم عليها الأمصال.. أضعت فيهم الكثير ليحمل لى القدر في نهايتهم ما يخبرني بأنه كان حريا بي ألا أفعل.. ست شهور حفلت بالانتقالات الخاطفة بين أماكن عدة ليكون "اكتشاف الذات في العربات" كما قال درويش..

ويعود الربع الأخير من العام شبيها بالربع الأول في بعض الأشياء، لمحات من التقوقع تتخلل فترات من التوازن المرتبط بثقة أكبر في الذات المرتبطة باكتشاف أفاق وقدرات شخصية جديدة مضاف إليها ما كشفه القدر من مضحكات مبكيات..

ويظل يوم 25 نوفمبر 2007 علامة فارقة في تاريخ سنة مضت وسنوات قادمة قد تتخطي يوم وفاتي بكثير.. يكتسب هذا اليوم خصوصيته لأنه كان اليوم الذي قابلت فيه لأول مرة إبراهيم الجارحي ورانيا صبري كما كان اليوم الذي ولدت فيه فكرة تيت راديو لأول مرة.. ولما كان لكل من الثلاثة ما يكفل له بأن يملأ صفحات.. فنكتفى بهذا القدر.

بالأحمر.. من قصيدة أنا أحمد العربي لمحمود درويش


الأربعاء، فبراير ٢٠، ٢٠٠٨

وفم الزمان تبسم وسناء



يبدو أننى كلما أخفقت في أن أوفي أحدهم حقه علي أرض الواقع هربت إلي هنا معبرا ما أردت أن أقول له ولم أستطع.. وحتى هنا أحيانا يعجز قلمي وتنعقد عقدة في لساني فلا يفقه قولي.. فأكتب أقل مما أردت أن أقول.. وهذا ما يحدث اليوم فمن سأتحدث عنه اليوم لا يطوله قلمي ولا لساني فمن أنا حتى اتكلم عن ابن بنت رسول الله (ص) أحمد الدريني..

ولد أحمد الدريني في 20 فبراير 1985 ليصبح فيما بعد واحدا من اثنين علي وجه الكرة الأرضية أدعوهما بكلمة (مولانا) ليس من بينهما والدي، وليصبح أحد الذين يمتلكون شرفة رئيسية في قلبي يطلون منها علي ما يشاءون ولهم فيها ما يشتهون..

وفم الزمان تبسم وسناء

أمضي أحد الدريني مازاد علي واحد وعشرين عاما قبل أن أراه لأول مرة في حياتي.. وتقابلنا في عمل ليكون أول ما أكتشف منه فكرا، فدريني – بعدما خلعت عنه لقب أحمد- صحفى بفكر أديب بداخله كم هائل من القراءات والمعارف.. حدثه عن النملة التي اصابها الهلع عندما رأت مكعب سكر فيورد لك ما ورد ذكره في تاريخ القرطبي عن جدتها، وعن التفسير النفسي لخوف النملة في أعماق المحيط الذي قراه في مجلة وجهات نظر، فضلا تأثير النملة التي قالت لا والذي قراه في أخبار الأدب.. وسيذكر لك بيتين شعر قالهما أحد الأقدمين عن فضل النملة الخائفة..

والوحي يقطر سلسلا من سلسل *** واللوح والقلم البديع رواء

اعتاد علي لغة الدريني في الحديث وأغوص معه فيها حتى أتبادل معه عباراته وسط ذهول بعض الحاضرين وعدم استيعابهم لما يقال.. فتكتشف الجانب الأخر لفتى ملائكي السريرة نحيف الجسد أسمر اللون ذاهل العينين.. تتسع حدقتاه دهشة عندما يخبرك بشيء يعرفه من قبل ومن المفترض أن تندهش أنت لا هو.. ولكنه يتضامن معك في الدهشة مما سوف يخبرك به..

يقوم الدريني بدور صانع البهجة في حياة الكثيرين – وأنا منهم – يدخل العمل صباحا موزعا الحلوى علي المتواجدين في المكان مثيرا جوا من التفاؤل الصباحي.. وكما يشيع التفاؤل يقضي في طريقه علي أي روح أو نية للاكتئاب.. فمن ضمن مواهبة المتعددة الاستماع الشديد إلي ترهاتك وإقناعك تماما أنها حدثت لصالحك مها ارتأيت أنت العكس.. وان الكون يتأمر دائما لصالحك لا ضد مطامحك.. وأن الدواء الذي تطلبه أنت أقسى عليك وأكثر ضررا من الداء نفسه.. وستعرف يوما كم هو محق..

داويت متئدا وداووا طفرة *** وأخف من بعض الدواء الداء

يستطيع الفتى ان ينقلك من حالة الحزن لحالة التوازن فيرفعك منها إلي حالة اعتدال المزاج ومنها إلي التحليق في سماء نفسك، ولا يبغى في النهاية عسلية ولا بونبوني ولا يبغى أن تشكرون..

والبر عندك ذمة وفريضة *** لا منة ممنوحة وجباء

جئت هنا حتى أقول لهذا الفتى كم أحبه وكم يحتل في قلبي من مكانة ولم اعبر عن هذا جيدا- ربما لم أعبر من الأصل- حسنا دريني أنت تعرف أين مقامك من هنا.. فأقم حيث شأت

وكن لي كما تهوي.. أمطر علي الدفء والحلوى


الأبيات من ولد الهدي لأحمد شوقي

الأحد، يناير ٢٠، ٢٠٠٨

waiting the believers

ليست كل البدايات الجديدة جيدة.. وستتأكد من ذلك متأخرا.. لذا لا تبتسم حين يخبرك احدهم أن بعد كل نهاية بداية جديدة

location: St. Amand de Coly, France 1995
photographer: Allan Bruce Zee

الأحد، ديسمبر ٠٩، ٢٠٠٧

هنا القاهرة



كان عقد الصلح مع الإسكندرية بدءا من هنا، يوم الخميس انتهاء أسبوع ممتلئ بالعمل، عيد ميلاد أحد الزملاء وكان القرار بالتوجه إلي مهرجان الشيكولاتة بساقية الصاوي.. وعلي الرغم من أن المهرجان هذا العام أقل من سابقه إلا أن الضحك والابتسام كانا موجودين مع التعثر في أناس هناك علي غير ميعاد.. تصوير وفقرة ستديو أحلى الأوقات.. في الانطلاق سريعا إلي وسط البلد.

محاولة الاختيار بين العمل وحضور حفلة اسكندريلا في نقابة الصحفيين، وكانت النتيجة لصالح اسكندريلا علي أن نعود إلي العمل ليلا، أصوات العود ووجوه بعض الأصدقاء وكوب من الشاي وسجائر و"جيفارا مات" ونهاية الحفلة والانتقال إلي أحد المقاهي ونسكافيه وشيشة معسل.. وكان ختام الليلة نزق ومجون مع علاء القمحاوي وكان ما ينقصنا وقتها جارية ووجوه بلحى طويلة في إضاءة خافته و"نأخذ من كل رجل قبييييييييييييييييييلة".

نوم متقطع صباح الجمعة علي أصوات الهواتف النقالة والأرضية حتى الظهر والاستيقاظ مع الصداع.. وداوني بالتي كانت هى الداء.. انطلاق إلي ميدان التحرير للقاء الرفيق الجنرال أحمد رفعت المهم أن يكون مكان التلاقي بعيدا عن "كنتاكي التحرير" J.. لهذا يبدو هارديز اختيارا جيدا.. متأخرين نصل وأحمد عاد للبيت وكان الحل عبر الهواء وشبكات المحمول المباركة ليعود مرة أخرى. ويتبقى السؤال.. إلي أين..

اختيارات تتراوح ما بين الإسماعيلية وحسن أبو علي، والفيوم، العين السخنة ومن وراءها السويس، وكان الاختيار أن يا خيل الإسكندرية اركبي، وعلي الطريق كانت محطة المصرية مصر الإمارات والحيرة بين الباتية والبيبسي والرغبة في الكابتشينو والسجائر .. وكان الجمع بينهم جميعا مع مصاصة مما جعل حدقتا عين القمحاوي تتسعا.. واكتشافه أنه نسى باقي نقوده زادهما حنقا..

وعلي الطريق الصحراوي كان إيمان البحر دوريش، ويا صحبجية إيه ياللاللي .. وانتهاء البيبسي وبداية الكابتشينو مع سيجارة ضد رغبة أحمد رفعت ومتعة الهواء المتطاير من حولك ومشاهدة الطريق أحد هواياتي المفضلة، وجنون التوقف علي الصحراوي للتصوير بجوار لافتة الكيلو 68.. ولا تسأل لماذا هى دون غيرها..

بوابة الإسكندرية وتكاثف الغيوم فوق السماء.. الملاحات ورائحتها.. وكان التلاقي مع البحر عند جامعة الإسكندرية وفقرة أخرى من ستديو أحلى الأوقات.. البرودة المحببة إلي نفسي .. ورفعت يطالبني بارتداء السويت شيرت ليخبره القمحاوى أن الجو جميل.. واختفت الشمس عن أعيننا ليرتفع ضوء السيجارة معلنا الرحيل..

وكان التوقف في الأنفوشي.. شوارع الناس والأسواق وأظلمت السماء إلا قليلا، فلم يبقى طاقة من نور في نهاية الشارع.. كبدة وكفتة "وهبة" الأسطورية.. محاولات مستميتة من رفعت لاقناعي بتناول سوبيا "طلعت".. أخبره أني لا أحب السوبيا.. فيقول أنه أيضا لا يحبها.. أشربها فأقرر أني سوف أشرب سوبيا بعد ذلك .. من عند طلعت فقط.

رفعت مرة أخرى ومحاولات اقناعي بتناول حلو من "كسكسي الجامبو" اخبره مرة أخرى أنى لا استسيغ الحلويات فضلا عن عدم استقرار معدتي معها وآلام الأسنان.. ومرة أخرى أرضخ وأتناول كسكس بالبليلة والمكسرات والقشطة .. تصرخ أسناني وأخبره أن أم علي الساخنة المستقرة في طاجن علاء بالتأكيد أفضل..

وكان البحر مرة أخرى.. القلعة وتكسر الأمواج علي الصخور المجاورة لها حيث أعشق الجلوس.. والبحث عن شيء مالح يكسر ألم الأسنان.. عربية بطاطا تبدو اختيارا سيئا في ظل غياب الملح من البائع الغير موجود أصلا.. ذرة مخزنة من الموسم الصيفى بائعها أيضا غير موجود، وخناقة مع بائع الترمس الذي يرفض إعطائنا قرطاس فارغ للقشر مطالبنا برمي القشر علي الأرض "زي الناس" تنتهي بانتصارنا.. والضحك أمام بائع الحمص في أخر الرصيف.. وفينك من بدري..

الجلوس أمام الأمواج المتكسرة علي الصخور مرة أخرى.. وأكواب الشاي.. جلسة تصالح مع الإسكندرية بأكملها بعد عدد من الزيارات المعكرة بيننا.. يبتسم البحر وأعيد أكتشف أن الاستمتاع بالسيجارة لأطول فترة بدلا من حرق أكبر عدد من السجائر هو ما أفضله.. وأضع العلبة بعيدا لاشتاق اليها..

تكتمل الصورة بالأمطار.. وانصاع لرفعت وارتدي السويت شيرت والرحيل مقترنا بوعد علي لقاء أخر.. بوابة الإسكندرية وكابتشينو مرة أخرى وسجائر بدلا من تلك التي قاربت علي النفاذ.. تودعنا الإسكندرية بأمطارها إلي أخر مدى تستطيعه.. ثم تصفوا لنا سماءها وترتسم ابتسامة النجوم مع صوت منير ولما النسيمن وإيمان البحر دوريش والأولة بيانوني سف المال والتانية آه من مدموازيل باسكال والتالتة أتاري القمار له حال، بينما كان فؤاد يتعجب أوقات يا دنيا معاكي بعيش وساعات مبفهمكيش..

عتاهية التوقف أمام لافتة الكيلو 68 علي باب القاهرة من أجل تصويرها لمجرد انها خطرت علي ذهن أحدنا ولطيفة تغني "لما يجيبوا سيرتك يحلو الكلام"، ومنير مرة أخرى و"ممكن".. وكانت النهاية مع علي الحجار .. هنا القاهرة أسى الوحدة في اللمة والنطورة..

الاثنين، نوفمبر ١٩، ٢٠٠٧

هي لم تعرف

ربما ما حدث أنها لم تعرف أنه لا زال هناك من يبكي أمام البحر، أنه هناك من يقف بالساعات متأملا لشيء لم يعد يعرف ماهو، أن هناك من يشرب أربعين سيجارة في ثلاث ساعات.

ربما ما حدث لأنها لا تعرف أن هناك من ينام وهو يجز علي أسنانه ويستيقظ فزعا ..

-----------------

كنوع من الاعتذار لمن افسدت عليهم وقتهم في الاسكندرية

الخميس، نوفمبر ١٥، ٢٠٠٧

بكي البعض

أسر له ببضع كلمات في أذنه فضحك حتى بكى.. فبكي حتى انتحب وتقطع نياط قلبه ..

وعندما حملوه علي أعناقهم وأغلقوا عليه بكى البعض.. وضحك البعض الآخر

الثلاثاء، نوفمبر ١٣، ٢٠٠٧

صباح تشرين



أغنية جميلة تنتظرك صباحا من صديق .. فنجان قهوة جاءك البن الخاص بها رأسا من البرازيل هدية من صديق.. وسيجارة فوق السطح حيث تهب عليك نسمة باردة منعشة تميز صباح تشرين الثاني.. بالتأكيد تمنحك صباحا مميزا

Tie a ribbon round the old oak tree



I'm comin' home, I've done my time

Now I've got to know what is and isn't mine

If you received my letter telling you I'd soon be free

Then you'll know just what to do

If you still want me

If you still want me

Whoa, tie a yellow ribbon 'round the old oak tree

It's been three long years

Do ya still want me?

If I don't see a ribbon round the old oak tree

I'll stay on the bus

Forget about us

Put the blame on me

If I don't see a yellow ribbon round the old oak tree

Bus driver, please look for me

'cause I couldn't bear to see what I might see

I'm really still in prison

And my love, she holds the key

A simple yellow ribbon's what I need to set me free

I wrote and told her please

Whoa, tie a yellow ribbon round the old oak tree

It's been three long years

Do ya still want me?

If I don't see a ribbon round the old oak tree

I'll stay on the bus

Forget about us

Put the blame on me

If I don't see a yellow ribbon round the old oak tree

Now the whole damned bus is cheerin'

And I can't believe I see

A hundred yellow ribbons round the old oak tree

I'm comin' home

الأحد، نوفمبر ١١، ٢٠٠٧

عن اللون الأبيض

رحل غير مأسوفا عليه .. إلا قليلا، وعاد فلم يأسف لعوده أحد..

وبعد عودته لم تشرق ألف شمس.. ولم ينير ألف قمر ..

ولم يكن يرى أي شيء الا الأبيض الملتف به.. فالشرع لم يضع غيره

الخميس، نوفمبر ٠٨، ٢٠٠٧

لقب جديد

قررت المشيئة الآلهية عصر أمس منح أحمد الهواري لقب عم بالإضافة إلي لقبه السابق كخال

:)

الأحد، نوفمبر ٠٤، ٢٠٠٧

يملك ولا يحكم

بعد حريق روما احتار نيرون كثيرا في ما يفعله خاصة إزاء الضغوط بنقل عاصمة الإمبراطورية إلي مدينة أخرى، وعندما استشار معلمه الخاص أشار عليه بان هذا هو التوقيت الذي يجب أن يحكم فيه كإله ، وهنا اتخذ نيرون قراره بأن يعيد روما إلي مجدها، وان يجعل منها مدينة الأحلام، وعندما نفذت النقود وبدأ في الاستيلاء علي أموال المعابد المخصصة للآلهة وعم السخط في البلاد قال لمعلمه أنت من أخبرني بأن علي الحكم كاله، فقال له المعلم الآلهة لا يجب عليها القلق بشأن التكاليف أما الملوك فعليهم ذلك.

علي الرغم من أني كنت قد قررت ألا أوجه الشكر مرة أخرى لأصدقائي، علي اعتبار أن الأصدقاء لا يحتاجون الشكر، وعلي أساس أنى لو استمر بي الحال في الشكر لجلست طول العمر أكتب في خطابات الشكر وأني حتى لو فعلت ذلك فلن أوفيهم حقهم، بالإضافة إلي أني كثير النسيان – وهم يعرفون – وأخشى أن أنسى أحدهم، إلا أني اليوم قررت أن أشكرهم ولما كنت كثير النسيان فليسامحوني وليسامحني الله.

شكرا لأوقات قضيناها علي الماسينجر ولرسائل علي الموبايل، شكرا علي اتصال تليفوني، شكرا لأوقات مشيناها سويا علي النيل متحملين سخافتي وسكوتي وكثرة كلامي .. وصوتى الأجش في الغناء.. شكرا لأغاني غنيناها سويا.. شكرا لمركب شراعي في النيل وساعات من الصمت.. شكرا لفنجان من القهوة شربناه خلف لوح زجاجي تمنيتي وقتها أن تمطر الدنيا فوقه وتمنيت أنا ألا تفعل..

شكرا لكل من تحول إلي أذن عندما أردت، ولسان عندما أرتأيت، وعدماً عندما تمنيت، وصدرا عندما ضعفت، ومنديلا عندما بكيت..

شكرا لأكواب من الشاي وأحجار من المعسل علي الكورنيش والبورصة والتكعيبة ومقاهي أخرى.. شكرا لـwalt diesny on ice، وspectra، وchilis، وfuddrukers، وa lain le notre، وla gazeta وon the run أشياء أخرى.

شكرا لروايات وقصائد أهديت إلي علي سبيل الاستعارة.. شكرا لهدايا أجدها علي مكتبي.. وعلي غير مكتبي، شكرا لقطع من الشيكولاتة تنهمر صباحا ومساءا.. شكرا لبخور الياسمين..

معهم بحق تحس أنك ملك لا ينبغي حتى عليه أن يخشى التكاليف .. ولكل من نسيت شيء من أفعاله.. فلتسامحنا الآلهة.


اليكم اهدي هذه الأغنية التي تحمل في قلبي طابعا خاصا


الأربعاء، أكتوبر ٣١، ٢٠٠٧

بتنفس

كان الموت يبدو وكأنه قد أتخذ من هنا كهفا له .. يذهب صباحا ليمارس عمله وعندما يعود مرهقا أخر اليوم ربما يمد يده ويقبض بعضا من الراقدين هنا ليكمل العدد المطلوب.. كان بإمكاني أن أراه في كل ركن مهمل من المكان..


كل قطعة قطن تحمل بقعا من الدم.. في وجه أصفر من أثر العلاج، ووجه أصفر من أثر الحزن.. ووجه أصفر يتصنع الأسى..

بإمكاني أن أشمه في روائح الدواء.. والملاءات المتعرقة مرضا..

خرجت من هناك مقررا أني أفضل الموت المؤكد علي أمل العلاج في مكان مثل هذا يوما ما.. وعلي الرغم من معهد ناصر مشروعا عملاقا.. وعلي الرغم من وفاة جدتي في شقيقه المعهد القومي منذذ سنوات عديدة.. إلا أني خرجت من هناك عدوا.. أشعلت سيجارة وقلت

أنا بتنفس حرية.. لا تقطع عنى الهوا

الاثنين، أكتوبر ٢٩، ٢٠٠٧

لا تمنع عني الأمطار


اعتاد صديقي في حالات معينة أن يقول لى "كن لي كما أهوى.. امطر علي الدفء والحلوى".. والان وبعد مرور شهور والكثير من المشي والتفكير في هذه الجملة أقول له ، وللكثيرين ممن أعني لهم شيئا ويعنون لى الكثير من الأشياء

كن لي كما تهوى .. وامطر علي ما تشاء.. فقط لا تمنع عني الأمطار

السبت، أكتوبر ٢٧، ٢٠٠٧

من زمان

من 4 سنوات:

هي: أما انت يا هواري فعلي الرغم من الهزار والضحك ده فانت من وا حزين.. في عنيك حزن مش بتاع امبارح ولا اول . لأ من زمان اوى

انا: ههههههههههه

يناير الماضي:

هي :متزعلش

انا:أنا مبزعلش.. مبعرفش أزعل من حد.. أنا بس باتجرح

من يومين :

هي: طيب لما انا مبتصلش .. مش تصل انت

أنا: السؤال ده انا اللى اساله.. مش لما ابطل اتصل تتصلي انتي

الأربعاء، سبتمبر ٢٦، ٢٠٠٧

عملوها الوحوش

عدت هنا لكي أشكر اثنين من أعز الناس إلي قلبي علي لحظات من السعادة والفرحة الغامرة التي أعطوني إياها علي مدار فترة وجودهم في حياتي.. وأعطوني منها جرعة مكثفة في الأيام القليلة الماضية .. منذ أخبروني بأنهم فعلوها..
وازاء هذا الخبر السعيد لم امتلك الا أن اعود إلي هنا وأشكرهما علي ما فات، وأخبرهم أنى مازالت أنتظر الكثير منهما
:)

وعلي الرغم من أني كنت متخذا القرار بنشر هذا الكلام يوم الأحد بانتهاء مراسم الاحتفال بخطوبتهما بتوقيتي الخاص، لآنها انتهت فعليا يوم الجمعة ، إلا أن شيئا ما حدث أخرني قليلا .. أو كثيرا
:) لكي تقدر الفرحة التة غمرتني في هذا اليوم والأيام التي قبله، والأيام التى تليه لابد أن تعرف عمن أتحدث.. ولكن ستواجهني مشكلة، فأنا لا أجيد الحديث عن الأشخاص، ربما لاجادتي النقد عن الشكر.. لذلك قد يكون من الملاءم أن أحكى موقفا مر بي لكل منهما.. ولأن السيدات أولا.. ولسبب أخر في نفسي سابدأ بداليا

داليا لم تكن علاقتي بها تتعدي أن اعطيها ظهري لو تصادف مرورنا في الممر الضيق من والى البوفيه - مثلها مثل اى حد اخر في الشركة - إلي أن جاءت رحلة الدريم بارك التى غيرت معالم علاقاتي في الشركة.. لنعود منها رفاق كفاح النسكافبه والكابتشينو والصداع الدائم والبنادول الاكسترا.. اهم ميزة في دالبا أنها معاها عربية دايو نوبيرا.. والأهم أن العربية دايما ماليانة بخيرات الله من الهولز الفراولة أو التوت مع اللبنان الترايدنت وقليل من التوفي والشيكولاتة :)

لأ بجد .. دالبا انسانة اكثر من رائعة والموقف اللى مش هنساه لداليا انى مرة رحت الشغل بدري علي غير العادة ومع مج النسكافيه الصباحى جت داليا من مكتبها وقعدنا المفروض نرغي شوية.. وانا كنت مخنوق يومها يزيادة .. شوية وبدأت عيني تدمع ..وبكل قلة ذوق قمت سايبها بتتكلم ومادد ايدي علي المكتب واخد علبة السجاير والولاعة ومن غير ولا كلمة وهى بتتكلم خرجت بره علشان اشرب سيجارة .. وكانت المفاجأة انى رجعت لقيت داليا قاعدة مكانها ومخرجتش من المكتب الا لما اطمنت انى شربت السيجارة وهديت شوية ورجعت تاني .. وولا قالتلي بأه مالك ولا بتعيط ليه ولا الكلام ده .. قعدت شوية لحد ما اطمنت انى بقيت احسن شوية وخرجت..


داليا.. اتمنى انك تتجوزي احمد وربنا يهنيكو ببعض وتعيشوا في سعادة دائمة

داليا .. اتمنى ان صداقتي بيكي انتى واحمد تتواصل بالدرجة اللى تسمحلي انى اجى في يوم اقولك خلاص .. انا فهمت ابنك او بنتك كان مضايق من ايه والحوار خلص

أما عن أحمد رفعت فمش هتكلم عن العربية اللانسر والموبايل البزنس والفيزا اللى كلهم تحت امر اى حد
:) دلوقتى اقدر اقولك انا خليتك بعد داليا ليه.. علشان للأسف مش هينفع اقول علي اى موقف من المواقف اللى انت عملتها معايا لأنى بكده هظلم باقي المواقف.. بس انا هقولك انك الوحيد اللى نجح في انه يخلني اشكر الأرق وعدم النوم عشان اجمل حاجة في الدنيا انا شفتها لو كنت نايم مكنتش شفتها

ده غير ان يوم الأحد .. بكل بساطة لقيتني بدخل عليك المكتب بقولك علي اللى حصل .. وكنت متأكد انك هتسيب كل الناس اللى جاية تباركلك وتنزل معايا تشوف المصيبة دى.. وكنت مطمن اوى وانت معايا .. احساس كده ان كل حاجة هتتحل..

احمد.. ألف مبروك الخطوبة .. ومليون مبروك انها داليا .. وخلي بالك منها


احمد.. اتمنى ان تدوم صداقتنا بالقدر الذي يسمح لي بأن ارى وجهك وانا علي فراش الموت

الأربعاء، أغسطس ٢٢، ٢٠٠٧

وكان هو الوحيد



"وكان هو الوحيد.." كان عنوانا لشيء مر في خاطري من وحي الشيطان وأردت أن أكتبه.. وعندما جئت لأبدأ بقي الشيطان وهرب الوحي.. ففي قبري لا يوجد سوى أنا والشيطان.. ينخر في قلبي بشوكته فيلقي القلب المريض بالدم خارجه مثلما تفعل معدتي ورئتي وأسعى أنا وراء حقن البوروفين التي يستمر مفعولها لست ساعات فقط بعدما توقفت حبوب المسكنات عن أداء وظائفها..

يهترئ جسدي يوما بعد يوم.. تلمح ذلك في العرق الذي يقسم جبهتي بالطول والذي كان يظهر في أوقات محدودة ولكنه موجود الان طوال الوقت.. في ارتعاشه يدي من قبل أن أشد أعصابها.. فلم يعد بها أعصاب.. تلمحه في تقيء المستمر.. في تراجع قدرتي علي التدخين.. حتي السيجارة باتت عصية علي صدري الذي يأن من الألم ليل نهار..

أتمنى لو كان بامكاني فقط أن استخدم ذلك الموس الموضوع في غرفتي وأمرره علي يدي .. أن أنتزع شريان يدي بأسناني وأقطع فيه حتى يتوقف ذلك القلب المريض.. ولكنى ما زالت أخشي مقابلة الله منتحرا.. ألا يكفي أني لا أصلى..

هل أحسست من قبل أن وجودك في هذه الحياة من الأصل لم يكن ذو معني.. وانك لا تعني شيء.. لو فعلت فقد تعرفني..

هل أحسست أنك لم تكن تساوي شيئا لشخص.. ولن تساوي.. انك لم يبك علي فقدك شخص .. ولن يفعل لأحد .. لو فعلت فمن الممكن أن تكون صديقي..

هل أحسست وأحسست وأحسست.. هل أحسست مثلي الآن أنك تكره دموعك التي يراها زملاءك في العمل والناس في الشارع.. هل أحسست انك تكره نفسك واليوم الذي ولدت فيه.. ويوم أن أحسست انك أحد بعد أن أصبحت مرة أخرى لا أحد..

أريد أن اقتلع قلبي من صدري لأتشفى فيه .. لأريه غضب أسناني.. بينما يمر بذهني سؤال لماذا الانتحار حرام.. وهل تفرق أن أموت منتحرا عن موتي في سريري وأيضا أدخل النار..

اللوحة لـ Morteza Katouzian

الأحد، أغسطس ١٩، ٢٠٠٧

الموتي أيضا يحلمون

كانت تجلس أمامه .. يفصلهما جدار.. فقال لها ليلة البارحة حلمت مرتين.. وراودني كابوسين.. وقمت مرتين لأشرب الماء البارد لعله يطفيء النيران المحيطة بي.. وأشعلت ثمان لفافات تبغ من نفس النار..

كنت أمامي ومعي وداخلي.. عدنا مرة أخرى.. تجاوزنا كل ما فات.. فعلنا كل ما كنا نفعل .. وما لم نفعل.. توقفنا عن كنا وكان وأصبحنا نكون مرة أخرى..

استمرت في جلوسها صامتة ترتب بعض الزهور فصرخ بقوله نعم حلمت بك .. فلماذا تتجاوزيني بنظرك وكأني غير موجود.. عندما تفعلين ذلك تنزل علي رأسي تلك المطرقة التي تخسفني حتى الأرض السابعة فأتذكر صوتك وانت تصرخين "اللى راح مفيش حاجة هترجعه تاني".. فتنتزعني تلك المخالب الحديدية لأظهر أمام المطرقة مرة أخرى.

تستمر في التجاهل فيلتف ثعبان حول جسده ضاغطا علي قلبه الذي توقف عن العمل ولكنه مازال يؤلمه .. يتألم أكثر فيغني لها "أنا قلبي برج حمام .. هج الحمام منه" فلا يهتز لها جفن وتضمي في تنسيق زهورها فيضيق به المكان حتى تتحطم أضلعه من تداخلها..

تشعر بالتعب وتبدأ في الاستعداد للرحيل.. فيقول لها لو كان بإمكانك فلا تأتيني مرة أخرى بزهور بيضاء.. من فضلك أحضري زهرة زرقاء وأخري سوداء فهو يا سيدتي لونا كأيامي حزين..

يلمح سخرية هذا الملتف بأبيض إلي جواره .. الراقد في نعيم ويخبره أنها لا تستطيع أن تسمعه .. هو فقط يستطيع أما هي فلا.. يلتفت إليه حانقا.. فهو يكره الثرثرة .. ربما لهذا السبب أوصى أمه أن تدفنه في لحد بدلا من تلك الغرف المشتركة.. يشكك الأبيض في روايته.. يلتفت لها ثم يقول له .. أنت لا تدري شيئا.. فالموتي أيضا يحلمون

بالأخضر.. قلبي برج حمام.. منير

بالأزرق.. أطواق الياسمين.. نزار

الجمعة، أغسطس ١٧، ٢٠٠٧

موسم الهجرة إلي الجنوب

تحديث
يبدو أن الجنوب يرفض هجرة اﻷموات إليه.. علي كل من يطلب من احد أن يحب ويرحب بميت..

المهم انا في القاهرة بالسﻻمة .. واللى كان عينه علي تمساح كبير أو قرد صغير يصرف نظر
:)

بينما يتجه الان الجميع نحو الشمال.. اصر انا علي مخالفة الأحياء والاتجاه جنوبا

اليوم عصرا في العمل وعلي فجأة عرض علي سفرية خاطفة للخرطوم - دارفور - الخرطوم.. وقبلت علي الفور كعادتي في الأيام الأخيرة في الاقبال علي كل ما يبعدني عن القاهرة علي الرغم من أن ذكرياتها لا تفتأ تطارني..

أدعولي اخد تصريح السفر بكرة فالسفر مساء السبت

الأحد، أغسطس ١٢، ٢٠٠٧

صباح برائحة الياسمين

في البداية كنت أنوي أن استكمل كتابة عن أشياء حدثت في الإسماعيلية ولكن القدر كان يخبيء ترتيبات اخرى لهذا الصباح.. ترتيبات جديدة علي الكآبة التي تعلو هامتي وتتبعني أينما ذهبت .. فاليوم منحني القدر صباحا سعيدا علي غير المتوقع

أصحو من النوم فزعا بعد غفوة صغيرة لا أدري كم مر من الوقت كنت مستيقظا قبلها، يوم.. شهر سنة ألف عام.. ربما ألفين.. تبدو أختي قريبة مني لكى تطمأنني بعد الفزعة التقليدية كلما أصحوت من النوم- هل يكون هذا السبب في عدم نومي- وعلي الرغم من هذا أبدو نشطا علي غير العادة.. فبرغم كل شيء فإن نهارا من العمل في أول الأسبوع يبدو شيئا جيدا بعد قضاء يومين كاملين في نفس الغرفة منعدمة الإضاءة المغيمة بدخان السجائر.

تقف بجانبي حتي ألملم حاجياتي في حقيبة اللابتوب، تناولني كريم الشعر وزجاجة العطر قبل أن أنسى وأنزل "منعكش".. أسالها عن مكان موبايلي الجديد – الذي اشترته لي- فتعطيني إياه، اسألها عن مكان السماعة فتعطيني إياها، اتأكد من وجود كل شيء في مكانه السجائر والولاعة أولوية قصوى.. النقود.. المحفظة.. يبدو كل شيء موجودا ولكني أحمل دائما ذلك الشعور بأني نسيت شيئا لآني دائم النسيان.

انزل إلي الشارع في طريقي إلي العمل، اشغل الراديو – لأني نسيت الام بي ثري عند أحد الأصدقاء- الموجود في الموبايل علي محطة نجوم اف ام التي لم أستمع إليها منذ كثير، يبدو الجو لطيفا اليوم في الثامنة صباحا، يبدء البرنامج الصباحي بدعاء من الشيخ الشعراوي الذي أفتقد صوته منذ فترة طويلة - ربما منذ ملايين السنين- وأخر بصوت هشام عباس، يبدو الصباح أجمل يغريني باشعال سيجارة علي الرغم من الوعد الذي قطعته علي نفسي بالأمس بعدم شرب سيجارة علي الريق عندما أكتشفت أني لا صدري لم يعد قادرا علي انهاء السيجارة إلي أخرها ، وانه لم يعد قادرا سوى علي تدخين أربعين سيجارة يوميا .. وان رفع ذراعي الأيمن يسبب لى آلاما في صدري.

ارمي كل هذا وراء ظهري وأشعل السيجارة فالصباح أجمل من هذا بكثير ، أتجه إلي المترو مستمتعا بالخلفية الصوتية في أذني عن الحالة المرورية والطقس اليوم، أقف في الطابور لأقطع تذكرة، ولأول مرة أتسامح مع هذا الذي يقطع التذكرة من خارج الطابور فالصباح يزداد جمالا، أدلف إلي العربة متجاهلا الكرسي المقابل لتلك الجميلة المستعدة لإعطائك ساعة من الجمال بالنظر إلي جمالها، فالصباح رائع بالفعل ولندخرها ليوم أخر-.

يزداد رونق الصباح جمالا مع انسياب أغنية "كان في فراشة منقطة" إلي أذني، أضع الحقيبة علي ساقي صانعا منها منضدة بدائية وأخرج منها "الحب في المنفي" لبهاء طاهر والقلم وورقة ممارسا هوايتي في كتابة الجمل التي تلمسني أكثر من غيرها في الرواية في محاولة للتغلب علي ذاكرتي الضعيفة، وعلي الرغم من أني أعرف أن مصير هذه الورقة سيكون النسيان في مكان إلا أني اتجاهل هذا.. الصباح جميل حقا..

أستكمل قراءتي مستمتعا بكل حرف في الرواية، متجاهلا نظرات الاستعجاب المصحوبة بهمهمات من حولي عن شباب اليومين دول اللي مبيشيلش السماعة من ودنه وكمان رايق علي الصبح وشكله بيذاكر، بينما تنساب الألحان في أذني بدون تمييز للكلمات حتى أصل إلي محطتي.

مع خروجي ترتطم بأنفي رائحة الخبز الطازج من كيس بلاستيكي يحمله أحد المجندين فثير في نفسي رغبة في الإفطار تتلاشى مع تلاشي الرائحة بابتعاد المجند، أشعل سيجارة مستمعا لنفس المحطة تدوي أغنية "قد الحب بحبك" في أذني مع وصولي لمكان العمل فاتلكأ في الصعود متعللا بإنهاء السيجارة خوفا من انقطاع الإرسال في المصعد.

أدفع باب الشركة ليفاجئني عم أباصيري في المدخل بضحكته الجميلة قائلا "خير وشك بيضحك النهاردة"، أسلم عليه ثم أدلف إلي البوفيه من اجل زجاجة الماء، يصر عم صابر علي إعداد مج النسكافيه بدلا من القهوة منذ أن لاحظ انى توقفت عن الإفطار مع وعد بالقهوة بعد الانتهاء من النسكافيه والسيجارة.

أجلس إلي مكتبي أشعل عودا من البخور برائحة الياسمين، مشغلا فيروز مستمعا لبنت الشلبية واكتب عن هذا الصباح مستنشقا رائحة الياسمين.. فالصباح كان أجمل ما يكون.