الخميس، فبراير ٢٢، ٢٠٠٧

قراء في .. كفها

هل رأيت من قبل شوارع مصر الجديدة في أوائل الثمانينات.. أنا لم أفعل ولكني رأيت بعض الصور لها .. لو لم تراها فشاهد بعض من تلك الصور.. شوارع نظيفة واسعة بين كل شارع وأخر الكثير والكثير من الأمتار بدرجة تدفعك للتوهان.. لا أزقة وحواري..

هكذا كانت خطوط كفها التي رأيتها عندما قالت لي "انتا بتقرالى الكف ولا ايه".. خطوط جميلة منمقة لا مجال فيها للأزقة والحواري .. خطوط تدفعني للتوهان.. والذوبان..

فأنا مع هذا الكف لا أستطيع إلا الذوبان.. إن شئت فقل التلاشي ولا حرج.. يتوقف اللسان عن الكلام.. ومن أين يأتي الكلام بعد الذوبان.. وكيف للعقل أن يفكر في كلمات عجز القلب عن توصيفها بعد أن تلاشى..

خبرني بربك.. هل هناك من كلمات تصف إحساسي بالسعادة عندما أستمتع بالمشي تائها في خطوط يدها.. وهل يجوز الكلام أثناء التعبد..

حتى بعد أن تعود إلى ذاتك.. وتنهي صلاتك.. لا تجد الكلمات التي تعبر بها عما أحسست به.. وكيف أفعل وأنا لا أدري بعد أن أصبحت كيف كنت لأني لم أكن..

حبيبتي لا أعرف من كلام الحب غير "أحبك" أقولها لك.. ولا أعرف عن العشق شيئا غير أنى أعشقك..

الأربعاء، فبراير ٢١، ٢٠٠٧

الرفيق مصعبوف.. وأعداء الـopen source


لا أدري ما العلاقة بين أعداء الـopen source ومرض الرفيق الجنرال مصعبوف بالزائدة الدودية واستئصالها له في يوم عجيب صعقت فيه عندما علمت بالخبر.. فهذا يحدث للآخرين فقط.. ولكني متأكد من أن لهم علاقة بالأمر.. فعبقري الـphp من المؤكد أنه يهدد مستقبلهم..

ومما زاد يقيني هو ذلك المكان السري الذي اختبأ فيه مصعب بعد إجراء العملية في مستشفي بمدينة نصر.. فمن يتوقع أن هذا الفتى يخضع لجراحة الزائدة في مستشفى للولادة.. لا أدرى لماذا تداعت إلى ذهني تلك الصورة التي نشرتها وسائل الإعلام لفيدل كاسترو علي فراش المرض في مستشفى من الأكيد أن مكانه كان سري خوفا عليه من أعداء الـopen source أيضا كما يبدو..

ربما حاولت أن اتصنع المرح قليلا لأداري قلقي علي الفتي .. وعلي مستقبل الـopen source.. فتبا لي أن لم أقلق وأخاف علي مستقبل هذا الفتى..

وما حز في نفسي أكثر أن مصعب تم نقله إلى مكان أكثر سرية.. بيت عمه.. خوفا علي حياته بعد أن تسربت أنباء عن مكانه والمستشفى الذي يعالج فيه.. ومنذ أن نقل الفتي إلى قاعدة عمه السرية وأنا لم أستطع أن أراه..

يا مصعب سيب بيت عمك حالا وروح علي بيتكم علشان عايز اشوفك..

ربنا يقومك بالسلامة

السبت، فبراير ١٠، ٢٠٠٧

تلك الساحرة

تعودت دائما أن أعرف الفرق بين الساحر والساحرة.. ربما الفرق يعود لما ألفته البشرية من تعريف للذكر والأنثى.. فمن يسأل عن متطوع يضعه في صندوق ليوخز جنباته بالسيف هو الساحر.. أما من يجلس في المنزل بجانب بومة سوداء باحثا عن خلطة سحرية جديدة بالتأكيد ساحرة..

هذه المرة كان الأمر مختلفا.. كانت تقف هناك هي بكل جمالها فوق خشبة المسرح.. تطلب متطوعا لا يخشى الموت وبين كل من رفعوا أيديهم اختارته هو ليأتي إلى جوارها.. وهو من بينهم كان من لا يخشى الموت.. فهو لم يعرف للحياة قبلا طعم.. تقدم يمشى الهويني مبتسما تلك الابتسامة التي تعود أن يرسمها علي وجهه كلما اقترب من أحد.. أو اقترب منه أحد..

اقترب منها وسطلت عليهما الأضواء.. شعر بالإحراج فهو لأول مرة يكون بهذا القرب.. ابتسمت له مشجعة.. قلت له لا تخف.. ابتسم فهو لا يعرف الخوف..

نظرت له كثيرا.. نظر إلي عينيها كثيرا.. قالت له هل انت مستعد.. قال نعم.. وخفق قلبه.. فهذه أول مرة يخاف فيها من الموت ويسأله ألا يأتي..

الأحد، فبراير ٠٤، ٢٠٠٧

حلم ليلة شتاء

أصحو مبكرا علي غير العادة متجها للعمل وعلي غير العادة، اتجه لأركب المترو.. اقطع التذكرة بعد عناء مع موظف الشباك الذي أصر علي أن الفكة مش مسئوليته "علي الصبح" بينما أصر أنا علي أنه "آمال إنتا بتعمل إيه بالظبط".. ننهى ترهاتنا بأن أقرر الانتظار أمام الشباك حتى تتجمع لديه الفكة.. فلا رغبة لدي اليوم في الصراع..

أدلف إلى العربة الأخيرة.. ملتقي شباب الجامعات الأول.. كل يوم يتجمعون في أخر عربة من أجل بداية يوم جديد.. يتجهون إلى الجامعة، أو إلى أى مكان أخر.. لا يهم .. المهم أنهم معا.. كما أنه لا يهم لأننا اليوم في أجازة منتصف العام.. فأنا لا أركب العربة الأخيرة في أيام الدراسة علي أية حال..

قبل أن أجلس أخلع عني الجاكت الذي يثقل كاهلي ويمنع قلبي من استنشاق برودة الجو.. دعك من أن العربة بعد قليل ستكون كإحدى غرف الغاز التي طالما ردد اليهود أن الألمان أحرقوهم فيها فأنا ل أتورع عن فتح الشباك المجاور لإحساس بذلك البرد الذي يحمل لك رائحة البحر من الإسكندرية إلى مكانك في القاهرة..

بعد أن جلست لمحتها أمامي.. كانت معها.. تبينت ملامحها جيدا.. ظللت أحدق فيها علي غير عادتي.. أما عادتي الأخرى في أحلام اليقظة فقد مارستها بشدة.. أنطلق خيالي بعيدا إلى الأسكندرية حيث فقد أرهقت الرياح من حمل رائحة البحر إلينا.. فأخذتها واتجهنا إلى هناك.. في تلك الشرفة المطلة علي البحر نجلس أنا وهي فقط.. يتلامس جلدنا تحت غطاء واحد.. فهذا عن التوحد..

نرتشف من مج نسكافيه واحد.. هي رشفة وأنا رشفة.. حتى أشعلنا سيجارة واحدة.. فهذا عن الانصهار.. أقربها من شفتي.. فهذا عن الذوبان..

"حمد لله علي السلامة" كان هذا صوت سائق المترو محدثا السائق الأخر يأتيني من السماعات الداخلية يقطع علي حلم ليلة شتاء.. فأتخذ قرار وبمجرد أن أخرج من المترو أتجه إلى أقرب مكان لأشتري قطعة شيكولاتة مثل التي رأيتها لكي أكمل حلمي معها.

الجمعة، فبراير ٠٢، ٢٠٠٧

أحمد فؤاد.. شكرا

حبيت اكتبلك حاجة بس ملقيتش غير كلمة شكرا