الجمعة، مايو ٢٣، ٢٠٠٨

مقامرة إلي حد ما



دائما ما يقولون لا تضع البيض كله في سلة واحدة ولكن ما يحدث أنك أحيانا تضعه كله في سلة واحدة، بل وتضع في السلة أكثر ما مما تحتمل..

هذا ما يحدث في هذه الأيام، فبعد تفكير استمر لفترة قد طويلة او قصيرة لا أدري كان القرار بترك كل شيء وراء ظهري والبحث عن بدايات جديدة بالتخلي عن كل الأشياء حتى تلك المدخرات الصغيرة التى طالما عبرت عن رايي فيها بانها لن تكفى لشراء "أوصة سجاير" بعد سنة او سنتين من اليوم..

قرار رأي فيه الكثير من الحماقة ما يكفي لملئ فراغ الحماقة الموجودة في قبيلة كاملة، ولكن مثل هذه الأشياء تحدث، قرار ترى أنه قد يكون صائبا بعد عشر سنوات بينما يرى البعض أنه لا يصب سوي في طريق الانتحار الذي تمشي فيه بخطى حثيثة.

أن تقدم استقالتك من وظيفة تكفل لك راتبا يبدو جيدا إلي حد ما خاصة إذا ما أضفت إليه العلاوة السنوية بدون أن يكون أمامك عمل واضح مع ما تعرفه عن نفسك من تكاسل وفقدان رغبة في البحث قد يبدو للبعض جنونا، ولكن ما يجعله جنون بالفعل هو تلك الالتزامات المادية التى تثقل كاهلك والتى تتجاوز راتبك عندما كنت موظفا، فكيف ستسددها وأنت مستقيل، أو بصورة اكثر واقعية.. صايع.

قد يبدو الأمر منطقيا في ظل قدرات شخصية علي منهجة ومنطقة أكثر الأحلام جموحا وخبلا، ولكنك بينك وبين نفسك تعرف أن الأمر يحتوى علي أكثر من احتمال الخطر، فاحتمالات الفشل تتعدي بالفعل احتمالات النجاح، ولكنك تدعى عدم الاكتراث بالخطر لأنك في قرارة نفسك تبدو اكثر بحثا عن نهاية أيا ما تكن بغض النظر عن كونها سعيدة او غير ذلك كالعادة.

لا يخلو الأمر من لذة الاستمتاع بترف الاستقالة حتى وان كنت "مفلس ومستلف من طوب الآرض" ولا يخلو أيضا من قلق ليلي لحساب احتمالات الفشل للمرة الألف بعد المليون لتبدو الأمور أكثر اختلاطا كل ليلة..

المقامرة كانت حتمية سواء الان أو بعد قليل، مع قناعة داخلية بأنها تأخرت كثيرا، ولهذا تقرر أن تجلس مشاهدا نهاية هذه المقامرة وتتمناها كما تريد..