السبت، يونيو ١٦، ٢٠٠٧

عذرا أخر الأوطان



ذات يوم قال نزار

أنه لا يملك غير عينيها والأحزان

ولكنه كان يملك نهرا يجري بين نهدان

ومنشورات ضد الحكام.. تحمل العصيان

فهكذا الرجل العربي

كلما هزم الوطن سعى إلى حضنها يطلب الأمان

فهكذا الرجل عندما تهزمه الأوطان

يسعى إليها كى تنسيه الأحزان

وكلما هزم وطن تبقى هي أخر الأوطان

وعندما تبكي الأوطان يمسح العينان

يهب الشجعان

ويبقى أن تعلن الأوطان

فلا تقل أسقطنا للعدو طائرتان

بينما جنوده يلهون فيها لهو الصبيان

لا تقل أن العدو محصور بين بحر وخلجان

ودموعها ثقلت بها العينان

لاتقل سفينة الوطن بخير مادام الربان

بينما ينوء العبيد بما لا يقدر عليه الثقلان

فعذرا وطني.. وآخر الأوطان

إن عتبتم علينا يوما كثرة الأحزان

فما ذنب شعب يعانى الخذلان

من سوط ضرب به الأجداد لبناء هرم وصنمان



------------------

اللوحة لـMorteza Katouzian

السبت، يونيو ٠٩، ٢٠٠٧

...........

"اجروا يلا روحوا عند أمكوا.. اللي هيجي هنى تاني هحرقة وبعدين هموته".. هكذا صرخ هو في ولدين وبنت أكبرهم ثمانى سنوات وأصغرهن 5 سنوات.. انتفضوا ذعرا لمعرفة العواقب فهذه ليست أول مرة..

"ارجعوا لأبوكوا تاني احنا مالناش دعوة بيكوا".. هكذا صاح الخال فيهم من وراء الباب- والخال فيما يقال والد- وبين بكاء الأطفال وصراخ الخال لم يجدوا شيئا سوى العودة إلى الشارع..

وفي الشارع وبين خوف المجهول ورعب المعلوم قرروا أن يبيتوا ليلتهم في تلك الحديقة المجاورة لمحطة الأتوبيس وليقضى الله أمرا كان مفعولا....

هذا ما اتفقت عليه كل الأطراف .. لأنه وبعد حوالي 17 عاما لم يبق هناك من يقين سوى حول البدايات.. فأحدهما يقول أنهم ذهبوا في النهاية وقبل أن ينقضى الليل إلى مركز الشرطة وسلموا أنفسهم..

والأخر لا يتذكر أى نهاية سوى أنه كان نائما في طرف وأخوه في طرف أخر وبينهما الأخت.. وأنه عندما ظهرت له تلك الكائنات لم يفعل شيئا سوى أن يبتسم .. لحنانهم..

أما هي فتقول أن الأخ الأكبر – لم يكن بالضرورة يراقبك- قد نام في المنتصف متعلالا بالبرد وأن أحدا ما هو من أعادهم إلى المنزل..

أما الأب وأشباهه فيقولوا أنها كانت حرب علي شقة وكان الأطفال.. كما أي شئ أخر .. سلاح في الحرب..

والآن وبعد 17 عاما "يلا اخرجوا انتو وامكو من الشقة بتاعتي"..