الاثنين، أبريل ٣٠، ٢٠٠٧

بائع المناديل

كان جالسا هناك في نافذة الغرفة.. يفكر في ماذا سوف يعمل في الفترة القادمة.. فهو لا يجد عملا محددا لهذه الأجازة.. أجازة الصيف بدأت وسوف يستعد للانتقال إلى الصف الأول الإعداي.. وسوف يعمل بعيدا عن والده كما العام الماضي.. ولا يعرف ماذا سيعمل بعد..

"عرفت هتعمل إيه".. كان هذا صوتها وهى تناوله كوب الشاي من الشرفة المجاورة.. وكان رده أنه لا يعرف بعد.. كل ما كان يعرفه أنه لا يريد أن يعمل مع أحد .. يريد مشروعا خاصا به.. وكان معه عشرة جنيهات..

"هبيع مناديل".. هكذا قال فجأة.. سيشترى في الصباح بما يملك مناديل.. ويتوجه إلى محطة المترو.. يضع قفصا وعليه قطعة كرتون.. وعليها المناديل .. "وربنا بيرزق"..

توجه في الصباح إلى المحطة كي يجد مكانا له.. فالبائعين أكثر مما يحتمل المكان وهو يعرف ذلك.. فعل كما قال.. وانتظر الرزق.. سرح بخياله في "مشروعه"..

"بتعمل إيه هنا".. قطع تفكيره طفلا أكبر منه بهذه الكلمات.. رد عليه بأنه يبيع المناديل فكانت الإجابة "مانا عارف أنك بتبيع زفت".. بس أنا اللى ببيع مناديل هنا.. مين اللى قالك تقعد هنا.. واتبع كلامه بدفع المناديل علي الأرض..

تدخل أحد بائعي الفاكهة واقنع الأخر أن "الأرزاق بتاعت ربنا".. مال علي الأرض يجمع مناديله المبعثرة ويخفى دموعا فرت من عينه.. أكمل اليوم وعاد إلى المنزل..

في النافذة كما أعتاد أن يقف كل يوم أتخذ قراره.. ستوقف عن بيع المناديل وسيفكر في "مشروع أخر".. "طيب أنت بعت المناديل اللى كانت معاك كلها".. هكذا قالت له.. والإجابة كانت لأ.. قالت له "طيب أنا هشتريها منك.. أنا بحتاج مناديل كثير"..

ابتسم ونظر ناحيتها وقال.. لأ .. أنا هتصرف..

ahistory

توم.. نحن لم يقدر لنا أن نعيش مراهقتنا مع بعضنا البعض.. ولكننا سوف نحاول أن نعيشها الان

من فيلم a history of violence