الاثنين، أغسطس ٢٧، ٢٠٠٧

.......


في البداية أعتذر عن عدم الرد علي التعليقات في التدوينة السابقة وبعض التعليقات في التي قبلها لأسباب كثيرة منها أنى الرد علي بعض التعليقات يحتاج إلي الكثير والكثير من الحديث وأنا هذه الأيام فاقد القدرة علي الثرثرة..

أصدقائي – واسمحوا لى أن أدعوكم هكذا – هذه التعليقات جعلتني أعيد التفكير من جديد في أشياء كثيرة ولهذا كان لابد من الرد علي بعضها وشكر أصاحبها..

جملة واحدة في تعليق تسنيم جعلني أجلس مع نفسي منذ أن قرأتها "راجع نفسك مرة أخرى فربما أنت من تسببت لنفسك بهذا الجرح و أنك أنت من دفعت الأخرين ليتركوك ويتسببون لك في هذا الجرح.." جلست مع نفسي وراقبت سلوكي في الأيام الماضية.. وجدت أنى أخطات كثيرا وكثيرا ربما بقصد وربما بدون.. ولكن يبقى في النهاية الخطأ

فقد صدقت يا صديقتي أنا من تسبب في هذا الجرح .. كان هناك شخصا أسكنني الجنة فأسكنته النار.. تحملني في وقت كنت أضيع خلاله ولم اتحمله.. ولهذا كانت النتيجة منطقية.. اتخذ قرارا ام اقدر أنا علي أن أتخذه فتحمل عبء الفراق وعبء القرار.. بينما انطلقت انا احكىفي التدوينات والتعليقات عن مرارة الفراق فضل هو السكوت احتراما لما كان..

اكتشفت انى ربما اكذب، وأتصنع المرض والوجع لأحظى بالعطف.. في استمرارية لأخطاء ارتكبها من قبل أن أعرفه وربما أدت به لاتخاذ هذا القرار.. والكلام في هذه الناحية قد يأخذ منى الكثير ولكن الاستطراد في الكلام قد يدفعني لمحاولة أيجاد مبررات تبدو في النهاية غير منطقية ولا تفعل غير استدرار العطف.. ولكن النتيجة النهائية هى كما قلتي "راجع نفسك مرة أخرى فربما أنت من تسببت لنفسك بهذا الجرح و أنك أنت من دفعت الأخرين ليتركوك ويتسببون لك في هذا الجرح.."

شكرا لك..

---------------------------

Linda

من المهم ألا تأسفي .. فأنت الوحيدة التى أرتأت من تلك الجملة الهدف منها، هذه الجملة تحديدا وضعت لكي يعرف الجميع انى لست الانسان الجيد الذي يستحق العطف.. هذه الجملة يا صديقتي أنصع نقطة سوداء في ملفي.. والباقي لا حاجة لنا بسرده..

تحياتي

-----------------

Nada

في تعليق سابق لك قلتي أنى لابد وانى كنت غاضب وقلت لكي يوما سأعرف كيف علمتين .. ربما لن أعرف .. ولكنك في هذه المرة أيضا اصبتى جزءا كبيرا من كبد الحقيقة "

الوصول الى التفكير في الانتحار و الاقتناع به ليس وليد مشكلة او احباط حالي هو تراكم يعني المعالجة لن تأتي بسعادة انية بل بالوقوف على المسببات منذ الطفولة.."

صادقة مائة بالمائة .. ربما لهذا السبب بدات في البحث عن طبيب نفسي يواءم ميزانيتي المادية..

ولكى منى كل التحية..

-----------------------

والباقون أشكرهم بشدة .. ولنتيجة لهذة الجلسة مع النفس والتى صارحتني فيها بالكثير من الحقائق سأتوقف قليلا عن الكتابة والتعليق.. ريثما أستطيع أن أكتب بحياد وبدون تجريح .. وفي هذه الأثناء ربما نكتب عن أشياء سعيدة عندما نجدها

تحياتي للجميع..

الأربعاء، أغسطس ٢٢، ٢٠٠٧

وكان هو الوحيد



"وكان هو الوحيد.." كان عنوانا لشيء مر في خاطري من وحي الشيطان وأردت أن أكتبه.. وعندما جئت لأبدأ بقي الشيطان وهرب الوحي.. ففي قبري لا يوجد سوى أنا والشيطان.. ينخر في قلبي بشوكته فيلقي القلب المريض بالدم خارجه مثلما تفعل معدتي ورئتي وأسعى أنا وراء حقن البوروفين التي يستمر مفعولها لست ساعات فقط بعدما توقفت حبوب المسكنات عن أداء وظائفها..

يهترئ جسدي يوما بعد يوم.. تلمح ذلك في العرق الذي يقسم جبهتي بالطول والذي كان يظهر في أوقات محدودة ولكنه موجود الان طوال الوقت.. في ارتعاشه يدي من قبل أن أشد أعصابها.. فلم يعد بها أعصاب.. تلمحه في تقيء المستمر.. في تراجع قدرتي علي التدخين.. حتي السيجارة باتت عصية علي صدري الذي يأن من الألم ليل نهار..

أتمنى لو كان بامكاني فقط أن استخدم ذلك الموس الموضوع في غرفتي وأمرره علي يدي .. أن أنتزع شريان يدي بأسناني وأقطع فيه حتى يتوقف ذلك القلب المريض.. ولكنى ما زالت أخشي مقابلة الله منتحرا.. ألا يكفي أني لا أصلى..

هل أحسست من قبل أن وجودك في هذه الحياة من الأصل لم يكن ذو معني.. وانك لا تعني شيء.. لو فعلت فقد تعرفني..

هل أحسست أنك لم تكن تساوي شيئا لشخص.. ولن تساوي.. انك لم يبك علي فقدك شخص .. ولن يفعل لأحد .. لو فعلت فمن الممكن أن تكون صديقي..

هل أحسست وأحسست وأحسست.. هل أحسست مثلي الآن أنك تكره دموعك التي يراها زملاءك في العمل والناس في الشارع.. هل أحسست انك تكره نفسك واليوم الذي ولدت فيه.. ويوم أن أحسست انك أحد بعد أن أصبحت مرة أخرى لا أحد..

أريد أن اقتلع قلبي من صدري لأتشفى فيه .. لأريه غضب أسناني.. بينما يمر بذهني سؤال لماذا الانتحار حرام.. وهل تفرق أن أموت منتحرا عن موتي في سريري وأيضا أدخل النار..

اللوحة لـ Morteza Katouzian

الأحد، أغسطس ١٩، ٢٠٠٧

الموتي أيضا يحلمون

كانت تجلس أمامه .. يفصلهما جدار.. فقال لها ليلة البارحة حلمت مرتين.. وراودني كابوسين.. وقمت مرتين لأشرب الماء البارد لعله يطفيء النيران المحيطة بي.. وأشعلت ثمان لفافات تبغ من نفس النار..

كنت أمامي ومعي وداخلي.. عدنا مرة أخرى.. تجاوزنا كل ما فات.. فعلنا كل ما كنا نفعل .. وما لم نفعل.. توقفنا عن كنا وكان وأصبحنا نكون مرة أخرى..

استمرت في جلوسها صامتة ترتب بعض الزهور فصرخ بقوله نعم حلمت بك .. فلماذا تتجاوزيني بنظرك وكأني غير موجود.. عندما تفعلين ذلك تنزل علي رأسي تلك المطرقة التي تخسفني حتى الأرض السابعة فأتذكر صوتك وانت تصرخين "اللى راح مفيش حاجة هترجعه تاني".. فتنتزعني تلك المخالب الحديدية لأظهر أمام المطرقة مرة أخرى.

تستمر في التجاهل فيلتف ثعبان حول جسده ضاغطا علي قلبه الذي توقف عن العمل ولكنه مازال يؤلمه .. يتألم أكثر فيغني لها "أنا قلبي برج حمام .. هج الحمام منه" فلا يهتز لها جفن وتضمي في تنسيق زهورها فيضيق به المكان حتى تتحطم أضلعه من تداخلها..

تشعر بالتعب وتبدأ في الاستعداد للرحيل.. فيقول لها لو كان بإمكانك فلا تأتيني مرة أخرى بزهور بيضاء.. من فضلك أحضري زهرة زرقاء وأخري سوداء فهو يا سيدتي لونا كأيامي حزين..

يلمح سخرية هذا الملتف بأبيض إلي جواره .. الراقد في نعيم ويخبره أنها لا تستطيع أن تسمعه .. هو فقط يستطيع أما هي فلا.. يلتفت إليه حانقا.. فهو يكره الثرثرة .. ربما لهذا السبب أوصى أمه أن تدفنه في لحد بدلا من تلك الغرف المشتركة.. يشكك الأبيض في روايته.. يلتفت لها ثم يقول له .. أنت لا تدري شيئا.. فالموتي أيضا يحلمون

بالأخضر.. قلبي برج حمام.. منير

بالأزرق.. أطواق الياسمين.. نزار

الجمعة، أغسطس ١٧، ٢٠٠٧

موسم الهجرة إلي الجنوب

تحديث
يبدو أن الجنوب يرفض هجرة اﻷموات إليه.. علي كل من يطلب من احد أن يحب ويرحب بميت..

المهم انا في القاهرة بالسﻻمة .. واللى كان عينه علي تمساح كبير أو قرد صغير يصرف نظر
:)

بينما يتجه الان الجميع نحو الشمال.. اصر انا علي مخالفة الأحياء والاتجاه جنوبا

اليوم عصرا في العمل وعلي فجأة عرض علي سفرية خاطفة للخرطوم - دارفور - الخرطوم.. وقبلت علي الفور كعادتي في الأيام الأخيرة في الاقبال علي كل ما يبعدني عن القاهرة علي الرغم من أن ذكرياتها لا تفتأ تطارني..

أدعولي اخد تصريح السفر بكرة فالسفر مساء السبت

الثلاثاء، أغسطس ١٤، ٢٠٠٧

خبرني

قال لي : أني أرى في كلامك نور الله.. فقد خبرني أحد المستشرقين أن الله كلما أغلق باب فتح شباكا..

وعلي الرغم من أني لا أفهم كيف يحدثني قديس بكلام المستشرقين إلا أني قلت له .. حسنا لو رأيت هذا المستشرق مرة أخرى فأخبره أن الله كلما أغلق شباكا فتح بابا

الأحد، أغسطس ١٢، ٢٠٠٧

صباح برائحة الياسمين

في البداية كنت أنوي أن استكمل كتابة عن أشياء حدثت في الإسماعيلية ولكن القدر كان يخبيء ترتيبات اخرى لهذا الصباح.. ترتيبات جديدة علي الكآبة التي تعلو هامتي وتتبعني أينما ذهبت .. فاليوم منحني القدر صباحا سعيدا علي غير المتوقع

أصحو من النوم فزعا بعد غفوة صغيرة لا أدري كم مر من الوقت كنت مستيقظا قبلها، يوم.. شهر سنة ألف عام.. ربما ألفين.. تبدو أختي قريبة مني لكى تطمأنني بعد الفزعة التقليدية كلما أصحوت من النوم- هل يكون هذا السبب في عدم نومي- وعلي الرغم من هذا أبدو نشطا علي غير العادة.. فبرغم كل شيء فإن نهارا من العمل في أول الأسبوع يبدو شيئا جيدا بعد قضاء يومين كاملين في نفس الغرفة منعدمة الإضاءة المغيمة بدخان السجائر.

تقف بجانبي حتي ألملم حاجياتي في حقيبة اللابتوب، تناولني كريم الشعر وزجاجة العطر قبل أن أنسى وأنزل "منعكش".. أسالها عن مكان موبايلي الجديد – الذي اشترته لي- فتعطيني إياه، اسألها عن مكان السماعة فتعطيني إياها، اتأكد من وجود كل شيء في مكانه السجائر والولاعة أولوية قصوى.. النقود.. المحفظة.. يبدو كل شيء موجودا ولكني أحمل دائما ذلك الشعور بأني نسيت شيئا لآني دائم النسيان.

انزل إلي الشارع في طريقي إلي العمل، اشغل الراديو – لأني نسيت الام بي ثري عند أحد الأصدقاء- الموجود في الموبايل علي محطة نجوم اف ام التي لم أستمع إليها منذ كثير، يبدو الجو لطيفا اليوم في الثامنة صباحا، يبدء البرنامج الصباحي بدعاء من الشيخ الشعراوي الذي أفتقد صوته منذ فترة طويلة - ربما منذ ملايين السنين- وأخر بصوت هشام عباس، يبدو الصباح أجمل يغريني باشعال سيجارة علي الرغم من الوعد الذي قطعته علي نفسي بالأمس بعدم شرب سيجارة علي الريق عندما أكتشفت أني لا صدري لم يعد قادرا علي انهاء السيجارة إلي أخرها ، وانه لم يعد قادرا سوى علي تدخين أربعين سيجارة يوميا .. وان رفع ذراعي الأيمن يسبب لى آلاما في صدري.

ارمي كل هذا وراء ظهري وأشعل السيجارة فالصباح أجمل من هذا بكثير ، أتجه إلي المترو مستمتعا بالخلفية الصوتية في أذني عن الحالة المرورية والطقس اليوم، أقف في الطابور لأقطع تذكرة، ولأول مرة أتسامح مع هذا الذي يقطع التذكرة من خارج الطابور فالصباح يزداد جمالا، أدلف إلي العربة متجاهلا الكرسي المقابل لتلك الجميلة المستعدة لإعطائك ساعة من الجمال بالنظر إلي جمالها، فالصباح رائع بالفعل ولندخرها ليوم أخر-.

يزداد رونق الصباح جمالا مع انسياب أغنية "كان في فراشة منقطة" إلي أذني، أضع الحقيبة علي ساقي صانعا منها منضدة بدائية وأخرج منها "الحب في المنفي" لبهاء طاهر والقلم وورقة ممارسا هوايتي في كتابة الجمل التي تلمسني أكثر من غيرها في الرواية في محاولة للتغلب علي ذاكرتي الضعيفة، وعلي الرغم من أني أعرف أن مصير هذه الورقة سيكون النسيان في مكان إلا أني اتجاهل هذا.. الصباح جميل حقا..

أستكمل قراءتي مستمتعا بكل حرف في الرواية، متجاهلا نظرات الاستعجاب المصحوبة بهمهمات من حولي عن شباب اليومين دول اللي مبيشيلش السماعة من ودنه وكمان رايق علي الصبح وشكله بيذاكر، بينما تنساب الألحان في أذني بدون تمييز للكلمات حتى أصل إلي محطتي.

مع خروجي ترتطم بأنفي رائحة الخبز الطازج من كيس بلاستيكي يحمله أحد المجندين فثير في نفسي رغبة في الإفطار تتلاشى مع تلاشي الرائحة بابتعاد المجند، أشعل سيجارة مستمعا لنفس المحطة تدوي أغنية "قد الحب بحبك" في أذني مع وصولي لمكان العمل فاتلكأ في الصعود متعللا بإنهاء السيجارة خوفا من انقطاع الإرسال في المصعد.

أدفع باب الشركة ليفاجئني عم أباصيري في المدخل بضحكته الجميلة قائلا "خير وشك بيضحك النهاردة"، أسلم عليه ثم أدلف إلي البوفيه من اجل زجاجة الماء، يصر عم صابر علي إعداد مج النسكافيه بدلا من القهوة منذ أن لاحظ انى توقفت عن الإفطار مع وعد بالقهوة بعد الانتهاء من النسكافيه والسيجارة.

أجلس إلي مكتبي أشعل عودا من البخور برائحة الياسمين، مشغلا فيروز مستمعا لبنت الشلبية واكتب عن هذا الصباح مستنشقا رائحة الياسمين.. فالصباح كان أجمل ما يكون.

الخميس، أغسطس ٠٩، ٢٠٠٧

أركب فلوكة انا وحبايبي

"الحكومة مش سايبة حد في حاله في أي حته يا باشا"..

هكذا قال صاحب "فرشة الشاي" علي كورنيش شارع البلاجات في الإسماعيلية، بعد قليل من ركوبنا معه "الفلوكة" الخاصة به.

في الإسماعيلية لا تستطيع أن تقاوم رغبتك في أكل المانجو والاستماع إلي السمسمية – التي قاربت علي الانقراض- وكذلك ركوب "الفلوكة"..

علي الكورنيش وجدت شابا أسمرا أكثر من المعتاد لأهل الإسماعيلية، يبيع الشاي وبعض المشروبات الساخنة مستخدما "وابور الجاز" وسور الكورنيش كطاولة.. قلت له أننا نريد أن نركب فلوكة ولا نعرف من أين، كانت الإجابة السريعة أنه يستطيع أن يقوم بهذه المهمة.

بعد الاتفاق السريع علي السعر، أحضر الفلوكة وكنا في الماء، أخبرته أننا نريد أن نعبر من تحت الكوبري، فأخبرنا أنه لا يقدر فـ"الحكومة مبترحمش حد.. ده غير البهدلة".. وانطلق في الحديث عن منع الصيادين من الدخول إلي الشاطئ إلي الحد الذي تسحب فيه رخص بعضهم!

سألته عن اسمه فقال "محمد المظلوم".. وعندما سألته عن المظلوم وهل هو لقب العائلة أم لقب شخصي، قال لي أنه لقب حصل عليه من الأصدقاء والجيران بعد أن حكم عليه في قضية "كيف" لمدة خمس سنوات وكان الجميع يعلم أنه مظلوم.. ومنذ أن خرج من السجن والكل يناديه بالمظلوم حتى أصبح لقبا ملازما له.

هاجر محمد مع والده من ساقية مكي بمحافظة الجيزة إلي الإسماعيلية منذ 30 عاما، واتخذ من الكورنيش بابا للرزق خاصة في الليل.. يقول المظلوم أن فرشة الشاي لم تكن هكذا.. كانت أكبر وأنظف مما ساعده علي "تربية زبون" .. فبعض المصطافين يأتون إليه بمجرد وصلهم إلي الإسماعيلية.. لكن الآن "الحال لا يسر عدو ولا حبيب".

محمد يعمل علي نصبة الشاي نهارا، ويؤجر الفلوكة وقت المغربية ويصطاد بها ليلا..

عن زبائنه يخبرنا أن بعضهم خاصة من الشباب يأتون إليه ويؤجرون الفلوكة ويجدفون في المياه "علشان يتكيفوا" – يشربوا مخدرات – بعيدا عن الشاطئ وأعين الأمن، ثم يعودون ليكملوا الليلة مع أصدقاءهم حتى الصباح علي الكورنيش، أما "الكيف" فيأتي من مكان في نهاية طريق البلاجات وقبل طريق القناة، لكنه يقول أنه لا ينصح غريبا بأن يدخل هناك وحده "علشان المنطقة خطرة".

وهناك أيضا العشاق وهم يفضلون إما أن يؤجروا الفلوكة وحدهم ومن لا يجيد منهم التجديف يكتفي باصطحاب أحد الصغار من أولاد المراكبية حتى ينعموا بالهدوء "وعلشان يبقوا براحتهم".

ويستمر قائلا أن من زبائنه "شاب جنتل من مصر بس شغال في شرم الشيخ ومتجوز واحدة من بره.. كل ما ييجي إسماعيلية يعدي عليا ويأجر فلوكة وياخدها معاه".

وعندها قطع حديثنا وصولنا إلي الشاطئ بعد انتهاء الوقت.. أسلم عليه وأعدا بزيارته مرة أخرى، فيقول بكل ثقة "ان شاء الله لما تيجي المرة اللي جاية هتشوف الفرش بتاعي علي أصوله".

الخميس، أغسطس ٠٢، ٢٠٠٧

يا اسماعيلية يا اسماعيلية



أدلف إلي المكتب مبكرا علي غير عادتي ، قبل وصول أيا من العاملين أوقع حضور قبل موعدي بساعة كاملة .. افتح الماسينجر الذي أغلقته من ساعة في المنزل، يتجه الماوس نحو فولدر الأغاني ليدوي في أذنى صوت داليدا المحبب إلي نفسي تغني حلوة يا بلدي.. كلمة حلوةوكلمتين حلوة يا بلدي غنوة حلوة وغنوتين حلوة يا بلدي .. بينما أرتشف من مج النسكافيه اليومي الذي لا يمكن أن تشربه افضل من ذلك من يد عم صابر..

انظر في الماسينجر ولا أري احد- هل فعلا لا يوجد- تغير داليدا الأغنية إلي أحسن ناس وكم احب تلك الأغنية ولكن ذلك الاحساس المقبض الذي يطبق علي قلبي منذ الأمس لا يفارقني .. هل بدأ قبل دخولي المنزل ام مع ترتيبي لحقيبة السفر متوجها بعد ساعات قليلة في رحلة عمل لأيام قليلة في الاسماعيلية..

شعور مقيت يسيطر غلي قلبي تجاه تلك الرحلة ، علي الرغم من أني أحب السفر إلا أني فعلا قلبي مرهق من1 الأمس.. لاأدري ماذا من الممكن ان يحدث فالأشياء السيئة دائما تحدث ولم ينقبض قلبي يوما، والأسوء أنتظره انا بفارغ الصبر.

تصل دليلدا والنيل بيضحك ويغني فاكرني وبيسأل عني.. أروحله ألاقيه مستني.. فأتذكر أني لم أتحدث إلي النيل منذ أيام وأنه وحشني.. ترى هل أستطيع أن أراه قبل أن أسافر.. تلح علي تلك الرغبة متوازية مع انقباض قلبي فتزيد الحلق غصة غير مبررة..
فهل يخيب أملي وتمر الأيام بخبر.. ام تلغي الرحلة في اللحظات الأخيرة