الثلاثاء، نوفمبر ٢١، ٢٠٠٦

عمنا رزق.. وريحة الورد!


هذا الموضوع تم نشره في صفحة ولاد البلد


الكاتب الكبير حمدي رزق، أسميه أنا في الفترة الأخيرة "عمنا رزق"، فهو يمثل بالنسبة لي أروع كاتب عمود يومي في مصر في الوقت الحالي سواء اتفقت معه فيما يكتبه أو لا.. يعبر عن رأيه في بساطه.. ينطلق مستخدما الإفيهات بشكل يدعوك إلي الابتسام سواء تكلم عن
طائر الحزب الجميل أو نواب المحظورة، كما أطلق ذات مرة علي نواب الإخوان المسلمين في البرلمان.

يبدع حمدي رزق في استخدام مترادفات الشارع المصري بجميع مستوياته، فلو أعطيت ما يكتبه إلي من لا يمتلك حتى القدر الأدنى من الثقافة سيفهم نفس المعنى الذي فهمه عتاة المثقفين.

حمدي رزق لا يكن الكثير من الحب لجماعة الإخوان المسلمين، إذا كان هناك حب أصلا، ولا لنواب الإخوان المسلمين داخل مجلس الشعب ولا اعلم هل يبني كتاباته عنهم على دافع الحب والكره فقط أم يخضعها لأسس منطقية ومعلوماتية.. عموده اليومي في جريدة "المصري اليوم" حافل بسيرتهم وسيرة نوابهم ولا يكاد يخلو منها.. يكره احتكارهم لكلمة "المسلمين" وينفر من معاركهم الطائشة.. يصيد بمهارة سقطاتهم جاعلا من التصريح حكاية ومن الكلمة موقف.. يضفرها بسخريته ويعمقها بأرشيفه ويوثقها بمصادره..

وفي الأزمة الأخيرة التي نشبت بعد تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني ،وأثناء كلامه عن الإخوان ونوابهم لم يفته أن يفتح زوايا أخرى في الموضوع وهذا ما تشعر به لو قرأت ما كتبه في عموده بالمصري اليوم أمس تحت عنوان رائحة الورد.

حيث بدأ حمدي كلامه مستشهدا بكلام جمال البنا، شقيق الشيخ حسن البنا، "في حوار مسجل ومنشور أن "الحجاب لم يفرضه الإسلام، الحجاب ظهر منذ ألفي عام تقريبا قبل الإسلام، إذن لا يعقل أن يكون الإسلام هو الذي فرض الحجاب". "وكلمة (الحجاب) لم ترد في القرآن إلا في موضوع واحد يخص زوجات الرسول (صلي الله عليه وسلم) وعلي وجه التعيين، وليس بمعني زي، ولكن بمعني ستار، وكلام القرآن شيء وكلام المجتمع شيء".

وبعدها ينطلق حمدي رزق في الهجوم علي الجماعة ونوابها فيقول "مالي أري النائب حمدي حسن يزن بمكيالين، مكيال غض البصر عن أفكار وتصريحات إخوان وأقرباء وأتباع المرشد الإمام، وكرباج يجلد به وزراء حكومة الدكتور نظيف، يتسامح مع شقيق الإمام.. لكنه يمسك بخناق الوزير الفنان ويطالب بمحاكمته في قضية الورد - أقصد الحجاب".

"الحجاب واحد في الحالتين، والإنكار والاستنكار للحجاب من البنا وحسني واحد، لكن استملاح إخواني هنا واستنكاف هناك، أعرف أن النائب حسن وإخوانه لا يبارون البنا علماً وفقهاً وحجية ولا يستطيعون المزايدة عليه إخوانيا، رفض الانضمام للجماعة علي أيام شقيقه، لكنهم يتشطرون علي وزير الثقافة وينعتونه بالإباحية والعري والشذوذ الفكري".

ما ذكره حمدي رزق في مقاله من كلام علي لسان الأستاذ جمال البنا ليس مجال تشكيك، ولكن تلاعب حمدي رزق بالكلام هو ما يدفعنا للتفكير، فجمال البنا دائما وأبدا يفخر بأنه صاحب رأي وأن رأيه لا يلزم أحد ولعله أكد علي هذه في مقال له في جريدة المصري اليوم بعد الجدل الذي ثار بعد "رأيه" عن التدخين وهل يفسد الصيام أم لا بعنوان "عن التحليل والتحريم".

جمال البنا هنا لم يجرح من قال أن التدخين يفسد الصيام ولم يقل أن من أفتى بحرمانية التدخين عاد بنا عصورا إلي الوراء.. إلي عصور الجهل والتخلف.. وأن دخان السجائر مثل البخور لا يجوز أن نمنعه في نهار رمضان .

علي العكس من وزيرنا الهمام الذي أنطلق قائلا "إن الجرائم اليوم ترتكب باسم النقاب والحجاب"، و"العالم يسير للأمام، ونحن لن نتقدم طالما بقينا نفكر في الخلف، ونذهب لنستمع إلي فتاوي شيوخ بـ(تلاته مليم)".

عمنا حمدي هنا لم يحدثنا عن تعميم فعل ارتكاب الجرائم باسم النقاب والحجاب وعن الإساءة التي قد تتعرض لها كل من ترتدي النقاب أو الحجاب من هذا التصريح.. ولم يحدثنا أيضا عن حق الوزير الهمام المتطلع للأمام في وصف أى حد يدعوا للحجاب بأنه بـ"تلاتة مليم".. تلاتة مليم طيب أشمعنا ده حتى الجنيه دلوقتي بأه شلنات وبرايز.. تلاتة مليم تعبير يدل علي "ثقافة" وزير الثقافة في الرد علي من يخالفونه الرأي.

وإذا كان اللباس علامة تقدم أو تخلف فهل عراة خط الاستواء يصنفون في خانة المتقدمين باعتبارهم "كاشفين الورد"، وهل الإنسان البدائي الذي لم يعرف معنى للأزياء سوى ما يستر به عورته كان في قمة التقدم وهو لا يشعر أما لا.

وإذا كان جمال البنا يحسب على طبقة المفكرين الإسلاميين وليس علماء الشريعة وأهل الإفتاء وكل منهم له مقام معلوم فقل لنا يا أستاذ رزق أين يصنف الفاروق التجريدي الذي قال في أحد الفضائيات أن الحجاب ليس من أركان الإسلام الأربعة!!.

الطريف أن الأستاذ حمدي رزق استغرب في مقاله "حالة الصمت الحكومي، وكأن فاروق حسني وزير لثقافة بوركينا فاسو أو أن رئيس الوزراء لم تصله تهديدات الإخوان بالإعدام شنقا، أو أن المسؤولية الوزارية السياسية ليست جماعية. ألمح علي باب مكتب الدكتور نظيف شعار (اللي يشيل قربة تخر علي دماغه). وحقيقة لا أفهم لماذا يزج الكاتب الصحفي بالحكومة في هذا الصراع..

فسيادة الوزير لم يقول أن "تعرية الورد" إحدى سياسات الحكومة الرشيدة النظيفة الشفافة، وإنما قال أن هذا التصريح كان بصورة ودية وليس للنشر.. دردشة يعني.. كلام قهاوي زي الناس ما بتقول.. سهراية ممكن.. فلماذا الحديث عن المسئولية الوزارية السياسية الجماعية.. ثم لماذا لم يطلب حمدي رزق من نواب الحزب الوطني، الذين هاجموا تصريح الوزير في المجلس اليوم، طالما أن الموضوع فيه مجلس شعب يبقى نواب ضد نواب وفرجنا يا باشا أنتا وهو علي حوار ديموقراطي حقيقي بعيد عن الشعارات.

وختم رزق مقاله قائلا "لن أدافع عن الوزير حسني، فليست تلك مهمتي، ولن تكون، ولكني أدافع عن حقه في أن يفكر ويعتقد ويرفض تغطية الورد.. المفكر الإسلامي الكبير جمال البنا يرفض تغطية الورد وطالما القضية هي الورد، فلماذا نجني الشوك؟!".. وأيضا لم يقل لنا لماذا لم يدافع عن حق من يرى الحجاب واجبا في أن يفكر ويعتقد ويرفض أن "يعرى الورد".. لم يوضح لنا ماذا سيفعل الورد عندما يقترب منه من يتشمم.. يتحسس.. وربما يقطف.. فبعض الورد بلا شوك.. ولن نتحدث مرة أخرى عن ما حدث في وسط البلد.. فغياب "الجنانيني" كان السبب الأساسي فيه.

وفي النهاية نهدي للسيد حمدي رزق والسيد فاروق حسني قرار كان قد صدر من محكمة النقض أن "الآراء الخاصة للشخصية العامة يحاسب عنها المسئول إذا تلفظ بها على الملأ"، كما طالبت المحكمة في نفس القرار "أي مسئول بأن يتنحى عن موقعه إذا أراد التعبير عن رأي خاص، لا سيما إذا كان يتعلق بثوابت أو يثير خلافًا في المجتمع". أضف إلى هذا كلام د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الذي قاله اليوم أنه "إذا أراد الشخص المسئول أن يعبر عن آرائه الخاصة فليتحرر من المسئولية العامة التي يتقلدها" وبكده تبقى الهدية هديتين والكلمة كلمتين.. وشكرا.

هناك تعليقان (٢):

We2am يقول...

bos ya sede..elmowodo3 kolo fel lala..7rob w sra3at w trshoq belklmat 3al fady..elle 7asal fe wes6 elbald sabbo 7agat kter..ahmha fe3lan en elgnyne mesh mowgod..wlaw kan 3la t3'6yet elward..fa dh kalam fady..et3ml fe klo..7amdy mot7amel..wele7'wan kaman bysyhno 3la elbanna..3ady gedaaaan..kolo fel lala
:'( ah ya balad..

غير معرف يقول...

صباح الخييييييييييييييييييير... حمدي رزق مرة واحدة ياعم أحمد
طب اطلع السلم واحدة واحدة